Thursday, December 15, 2011

وانطلق المارد

أن ثورتنا المباركة لم يقتصر نفعها على الإنسان فحررته من العبودية والاستبداد وخلصته من السجون والهوان ولكن قد تعدي نفعها الى هذا القلم المعطاء , فانطلق قويا مدويا وظل صارخا مزمجراً : يتفاعل ويتعانق مع أصوات أسلحة المجاهدين الأبطال , تلك الأسلحة المنطلقة الى صدور الكتائب المعتدية الظالمة التي صبت نيران راجماتها ولعدة أشهر على الأحياء الآمنة فدمرتها وقطعت أشلاء ساكنيها الأحرار. ظالم سلط ظلمته , ومجرم سلط ذئابه ... فاقد لكل معاني الإنسانية سلط سفاكي الدماء ومنتهكي الحرمات .. بئس الحاكم هو , وسحقاً لتلك الكتائب المجرمة التي شُتت شملها ومزق كيانها ثوارنا الأشاوس في كل بقعة أرض من تراب أرضنا الغالية ...
فألف تحية وتحية لثوارنا في كل مكان , وألف تهنئة وتهنئة لشعبنا البطل المغوار
ورحم الله شهداءنا الابرار , واسكنهم فسيح الجنان . آمين

أخوتي اصحاب الأقلام الشريفة الصادقة ان القلم هو الوسيلة الكبرى للتفهيم والتبيين , وهو الذي يغذي عقول القارئين بذخائر العلوم من عقول العلماء , وافهام الحكماء , وقد ذكر الله في سياق الامتنان قوله (( الذي علم بالقلم ,علم الانسان ما لم يعلم ))
ثم ان العلوم المخبأة في بطون الكتب كلها من نتاج هذا المخلوق البسيط في شكله , الخطير في أثره وتأثيره .
وحتى يلفت المولى جل وعز نظرنا إلى عظيم نفع هذا القلم أقسم به في مبدإ سورة من كتابه المجيد فقال (( ن والقلم وما يسطرون ))وأنت أخي القاريء وأنت اختي القارئة وكل من تعلم ويتعلم لولا هذا القلم ونتاجه الوفير النافع ما سما هذا الانسان الذي فضله الله على كثير من خلقه واوصله إلى مدارج الرقي الحضاري حتى حقق من الفوائد المادية والمعنوية ما لم يكن يحلم به احد من قبل وكما أن اللسان ترجمان القلب , فكذلك القلم هو ترجمان العقل والقلب والخواطر أن هذا القلم الثائر اليوم . كان قد مضى عليه عدة عقود من الزمن وهو مكمم لا ينطق ببنت شفه , وممنوع من ان يفصح عما في الصدور , ويترجم عما في الخواطر .
لهذا ونطرأ ً لما للكلمة من تأثير على النفوس , وتوجيه صائب أو خاطئ لمسار المجتمعات ؛ لذلك وجب مراقبة الله تعالى في كل ما نقول ونكتب .. نسأل الله التوفيق والسداد


عبدالقادر الجهاني 
 

No comments:

Post a Comment